هشام سلطان يكتب: حمو بيكا «...صحبتى»
طفت إلى السطح فى الآونة الأخيرة، ظاهرة خطيرة فى مجتمعنا لها آثار مدمرة على الفرد والمجتمع وهى ظاهرة أغانى المهرجانات ، التى تحرض على الفجور والمخدرات بين الشباب بكل الطرق، ما يحدث « خطرًا» يداهم كل بيت مصري، نعم المهرجانات من الملفات المسكوت عنها، الذى يجب علينا أن نفتحها مهما كانت ردود الأفعال فهى من الظواهر، التى اجتاحت مصر مثل العشوائيات، وانتشرت خلال هذه الفترة بكثافة، وإن كانت موجودة من قبل، إلا أنها طفت على سطح الأحداث، وعلينا رصد أسبابها ومدى تأثيرها فى المجتمع، خاصة أنها فى مجتمعاتنا تمثل «كارثة» لأن معظم الكلمات شىء مخالف لكل اللأديان السماوية، ومخالف لعاداتنا وتقاليدنا المصرية والعربية، ومن المتوقع أن تزداد بعد قرار وقف أغانى المهرجانات، وفى ظل مجتمع يتنفس الحرية وللأسف البعض يسيء استخدامها ويجدها فرصة لفعل كل ما هو شاذ
وتخيلوا كلمات صريحة، تدعو إلى ممارسة الرذيلة من مهرجان (أمك صحبتي) للمدعو حمو بيكا، ومهرجان (انتحار علي خط النار)، المخالف لقيم المجتمع ومبادئه، ومهرجان (كل البنات ببلاش) !!! و مهرجان ... التي يعف اللسان عن ذكرها وحتى لا نروج لهذه التفاهات.
فى الحقيقة أن «عشوائيات الانترنت»هى التى طفحت بهم ونما وترعرع فى الفضاء الإفتراضى، فاصبحنا نرى صفحات لهؤلاء الشخصيات، حمو بيكا وحسن شاكوش، ومن على شاكلتهم ملايين المتابعين يتداولون عبرها كل ما هو غير مألوف من كلمات وغناء ورقص، وتظل عشوائيات المهرجانات تنتشر فى بطء، وتستقطب متابعين لها.
المتأمل في هذا المشهد، يصدمه هذا الكم الهائل من الأغاني الهابطة، وخاصة أغاني العشوائيات والتي تشكل في كثرتها وانتشارها المخيف والغريب، إنه حصار تام من الضوضاء الصاخبة، يدفعك دفعًا إلى الغضب والجنون، فمع هذه الأصوات النشاز التي توشك الأحبال الصوتية لأصحابها أن تتقطع من فرط "التجعير" والرقص الهستيرى، تغيب أي بارقة أمل فى محاكمة هؤلاء.
فالكلمات تعاني سطحية شديدة، بل إنها في أحيان كثيرة، تنحدر إلى درجة مخجلة من الإسفاف وتحض على الفحش والرذيلة في شكل إيحاءات جنسية سخيفة ينأى عنها أي ذوق رفيع، ويتبرأ منها أي فن، فما القيمة الفنية أو حتى غير الفنية التي يمكن أن يلتمسها من يستمع إلى أغنية حمو بيكا، واعتذر عن هذا الكلمات التى تقول:
«أصحى ياللي أمك صحبتي "خالتك" كمان كانت فردتي واختك بترقص على مطوتي أحسن من ايها سرسجي».
«أي كلب يتخن بوزه لو راح لدكتور مش هيعوزه كله جوة بيلبس في كوزه»!!
هذه ليست أغاني بالمعنى المفهوم، هى تدعو صراحة إلى الفحش والرذيلة، فضلًا عن إيقاعها الركيك الذي يعتمد على الصاجات والطبلة، بل الضياع واللا معنى وصل إلى منتهاه في ظهور أصوات يصدرها رجل أبكم أخرس، لا تعني شيئًا، وإن كانت تحاول أن تُوجد نوعًا من التناغم المفقود بينها وبين إيقاع موسيقى، التي تفتقد هي الأخرى للحدِ الأدنى من الفن.
الموضوع ليس فى منع الفنان هانى شاكر لهؤلاء الشخصيات، لأنهم فى الحقيقة لا يستحقون المنع بل يجب محاكماتهم، فما يحدث من هؤلاء جرائم ضد المجتمع، فى النهاية استمرار هذه الكائنات ينذر بكارثة مجتمعية.